الانتخابات الاسرائيلية "ولازالت المهزلة مستمرة"


لازالت المسرحية الاسرائيلية الساخرة مستمرة , فبعد ان انتهى الفصل الاول من المسرحية بالحرب الصهيونية الدموية على قطاع غزة , التي كلفت المرشحين الصهاينة مليارات الدولارات و 1400 شهيد فلسطيني واكثر من 5000 جريح وكم هائل من الدمار والخراب , تفتح الستائر لنشاهد الفصل الثاني وهو " من الذي حصد شعبية اكبر جراء الحرب " , او بشكل اخر ماهي نتيجة الفصل الاول من هذه المسرحية .
لم يعدْ من المشكوك فيه أنَّ كلاً من إيهود باراك، وتسيبي ليفني إنّما خاضا الحرب الوحشية على غزة لدوافع انتخابية، وان ايهود اولمرت بارك تلك الحرب لتحسين صورته قبل مغادرته لمنصبه بعد ادانته باكثر من قضية فساد. وان كافة مرشحي الرئاسة الاسرائيلية يجمعهم قاسم مشترك وهو العدوانية والعنصرية وعدم توفر النية الحقيقية نحو السلام, وهو ما اتضح بشكل خاص في عدم اشارة الاحزاب الاسرائيلية الرئيسية الى القبول بالمبادرة العربية للسلام, واتخاذها منطلقا رئيسيا لاي برنامج سياسي لتلك الاحزاب التي تتفق جميعا على الاحتفاظ بالمستوطنات الكبرى, وعدم عودة اللاجئين , وعدم تقاسم القدس مع الفلسطينيين.
ايهود باراك ... تسيفي ليفني ... بنيامين نتنياهو ..!!! يا لها من شخصيات رائعة ,يا لها من تعددية حزبية ديمقراطية ... صهيونيون ... متطرفون ... متعطشون للدماء الفلسطينية.
في الفصل الاول من المسرحية رأينا الثلاثة السابق ذكرهم " متّحدين " , يدا واحدة , قرار واحد , هدف واحد, عزيمة واحدة , هجوم واحد, شراسة واحدة , وقاحة واحدة في الحرب الصهيونية على قطاع غزة. رأيناهم يتكلمون بصوت واحد ... بلهجة واحدة.. بحجج واحدة ... والان هم مرشحون عن ثلاثة احزاب مختلفة , ثلاثة احزاب متنافسة على السلطة - حسب مفهوم التعددية الحزبية - .والسؤال هنا من كان الاقدر على اقناع الرأي العام الاسرائيلي ؟ من الذي حقق وسيحقق المكاسب والطموحات الاسرائيلية؟؟؟؟؟؟
هل هو " بيبي " بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف .. صاحب الحملة الانتخابية الاعنف ... والشعارات العنصرية المتطرفة , الذي وعد المستوطنيين المتطرفين – مثله- على ابقائهم في مستوطناتهم المنتشرة في انحاء الضفة الغربية كالسرطان المتفشي في جميع انحاء الجسد. الذي صرح وبكل وقاحة عدم التزامه بمعاهدات السلام والقرارات الدولية ووعود رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت بايقاف الاستيطان في الضفة الغربية ... الذي صرح وبكل عنصرية عدم قبوله لاي قرار يؤدي الى تقاسم القدس بين الفلسطينيين الاسرائيليين واي قرار يؤدي الى الانسحاب من الجولان المحتل واي قرار يمنح اللاجئيين الفلسطينيين حق العودة الى ديارهم .
ام هي تسيبي ليفني المتطرفة الجاسوسة السابقة في جهاز الاستخبارات " الموساد " التي تطمح ان تكون خليفة لغولدا مائير التي وعدت الاسرائيليين بالقضاء على الارهاب " والمقصود حماس والمقاومة الفلسطينية " وحفظ امن دولة اسرائيل.
ام هو مجرم الحرب ايهود باراك صاحب التاريخ الاحمر المليء بالمجازر والجرائم , ونتذكر اندلاع انتفاضة الاقصى في عهده عندما كان رئيسا للوزراء , ويدل تاريخ باراك العسكري وما قام به من عمليات على القسوة البالغة في تعامله مع العرب . ويتضح من أحاديث باراكِ أن مفهومه للصراع العربي – الإسرائيلي يقوم على الأساس الصهيوني العنصري، ففي حين يعترف بأنه قد حل بالفلسطينيين نوع من الظلم (نتيجة إقامة إسرائيل) إلا أن هذا الظلم أقل من العدل الذي حصل عليه اليهود، وأقل من الظلم الذي كان يلحق اليهود، لو لم يستولوا على أرض فلسطين.
وعلينا ان لا ننسى افيغدور ليبرمان رئيس حزب اسرائيل بيتنا المرشح لان يكون وزيرا للدفاع اذا مافاز المتطرف نتنياهو الذي صرح ان الحل الوحيد للتخلص من وصف اسرائيل بانها " دولة احتلال" يكمن في تطبيق ما فعلته امريكا مع اليابان في الحرب العالمية الثانية , وذلك بالقاء قنبلة نووية على قطاع غزة وتدميره بالكامل الى جانب دعوته العنصرية الجديدة بتجريد فلسطينيي 1948 من هوياتهم مالم يظهروا انتماءا حقيقيا لدولة اسرائيل.
يالها من حملة انتخابية نادرة من نوعها , نرى عادة المرشحين للانتخابات يعدون شعوبهم بالنهوض بالبلاد اقتصاديا , وتحسين التعليم والصحة , والتطوير والنهوض بالدولة والقضاء على البطالة والامراض والمشاكل والصراعات, وحفظ الامن وحماية الشعوب وانهاء الخلافات والحروب . هذا هو المعتاد طبعا !!!! ولكن وكون اسرائيل " الدولة " الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط – حسب وجهة النظر الغربية طبعا – اعتادت ان تفاجئنا بتميزها وتفوقها عن المعتاد.
السباق بين المرشحين الصهاينة حول من سيدمر حماس والمقاومة الفلسطينية , ومن سيزيد من بناء المستوطنات واستقطاب يهود العالم للعيش في اسرائيل , ومن سيقتل اكبر عدد من الفلسطينيين , ومن سيطرد الفلسطينيين من داخل اسرائيل , ومن هو الاكثر تطرفا وصهيونية , من هو الاكثر تلطخا بالدماء الفلسطينية ؟؟؟!!!
والاحزاب العربية الفلسطينية داخل اسرائيل حالها حال الدول العربية , لم يزدها الاحتلال الا انقساما وتفتتا . نراهم يتصارعون , يتقاتلون , يهاجمون بعضهم البعض وكأنهم قد يقدمون او يؤخرون على الساحة الاسرائيلية المتطرفة التي جل همها التخلص منهم وطردهم خارج اسرائيل. نراهم يتهمون بعضهم البعض بالخيانة والتخاذل والتآمر مع الدولة اليهودية المتطرفة , وكأن هذه الدولة ستثق بهم في يوم من الايام ... يا لها من معادلة معقدة.
ولكن لماذا نرى المرشحين الصهاينة المتنافسين على السلطة متّحدين امام الفلسطينيين ولا نرى الاحزاب الفلسطينية متّحدة امام العدو الصهيوني ؟؟؟ وكان المستحيل اصبح ان نجد وحدة عربية حتى على سبيل تمثيل أقلية فلسطينية عربية داخل مستنقع من الصهاينة المتطرفين .

والسؤال الاخير الذي يطرح نفسه : هل فعلا الشارع الاسرائيلي متطرف صهيوني بالاغلبية ليصوت لهؤلاء المتطرفين ؟؟ ام انهم مقيدون بخيارات صهيونية متطرفة ؟؟؟!!!!!

2 comments:

فلسطين said...

والله انها مهزلة ... نظام صهيوني يميني متطرف ولسه يؤمن بالانتخابات ... العنصرية والتطرف بازدياد والعرب لازالوا في سبات عميييييييييييييييييييق

شكرا مجد

Anonymous said...

وجوه مختلفة لعملة واحدة ... نظام واحد وعنصرية واحدة