قصة نصر لم يتحقق


قصة نصر لم يتحقق

" بيت العنكبوت " رواية الهزيمة الصهيونية

نتيجة الهجوم لم تكن الا " قصة نصر لم يتحقق " , وحصاد الحرب رسخ في وعي المجتمع والجيش في اسرائيل نظرية " بيت العنكبوت " .

بيت العنكبوت ليست جملة مقتبسة من خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تأبين الشهيد القائد عماد مغنية ولا جدارية في الضاحية الجنوبية في بيروت . انه عنوان كتاب صدر مؤخرا عن " يديعوت احرونوت " يروى قصة الحرب الاسرائيلية على لبنان ويوضح الدوافع ويعرض الظروف ويقرر النتائج المترتبة على الحرب.

الكتاب مكون من 525 صفحة وهو من تأليف كل من الصحافي " عاموس هرئيل " المراسل العسكري لصحيفة " هآرتس " وزميله " آفي يسخاروف" المراسل المختص في الشؤون العربية في نفس الصحيفة . وهما من اصحاب الخطوة لدى الدوائر الامنية والعسكرية والسياسية والشعبية في كيان العدو وتكفي الاشارة الى ان الكتاب السابق "الحرب السابعة" لهما كان من الكتب الاكثر مبيعا في الكيان الغاصب . حيث قدم الرواية الاسرائيلية للانتفاضة الثانية. وترجم الكتاب لعدد من اللغات الحية ونالا عليه جائزة افضل بحث في مجال الامن لعام 2005 من مركز دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب .

الكتاب يؤكد بما لايدع مجالا للشك ان عملية اسر الجنود التي نفذها حزب الله لم تكن السبب الوحيد للحرب الاسرائيلية على لبنان بل يقدم الكتاب سببا اخر للحرب هو رغبة المجتمع والجيش الاسرائيلي الجامحة والمكبوتة في "اسرائيل" في نفي نظرية الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان "اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت".

يقرر الكتاب ان "اسرائيل" خرجت للحرب من اجل هذه الغاية لكن حصاد الحرب رسخ في وعي المجتمع والجيش في اسرائيل نظرية "بيت العنكبوت".

يقدم الكتاب صورة الوضع وتطور الاحداث ليس فقط على الجانب الاسرائيلي فقط بل ايضا في الجانب اللبناني عارضا صراعات النفود والاخطاء والمصالح المشتركة بتفاصيل مازالت خافية على الجمهور العربي.

الفرصة الضائعة

يفرد الكتاب بابا يروي كيف ان "اسرائيل" اضاعت عرضا في الاسبوع الاول من الحرب يقضي بايقاف القتال الى جانب نقل الجنود الاسرى الى طرف ثالث لكن "اسرائيل" اختارت مواصلة القتال , منطلقة من ثقتها باحراز النصر وتدمير حزب الله.

يصور هذا الباب من الكتاب لحظة بلحظة اليوم الاخير من الحرب وبالتحديد الساعات الست الاخيرة التي تلت اجتماع وزيرة خارجية العدو "تسفي لفني" ووزيرة الخارجية الامريكية "كوندوليزا رايس" الذي وضعت فيه اللمسات الاخيرة لمشروع قرار مجلس الامن لوقف اطلاق النار , حيث لم تكن قد وقعت الدبابات الاسرائيلية في الكمين في الوادي الذي تعارف عليه الاسرائيليون لاحقا ب "مقبرة الدبابات". ويشير الكتاب الى ان رئيس وزراء العدو "ايهوداولمرت" كان على علم بما حققته وزيرة خارجيته لكنه اصر على ولوج الدبابات في "وادي الموت".

المحاضر السرية للحرب

يورد هذا الكتاب تفاصيل مثيرة حول الطريقة التي اديرت فيها الحرب في هيثة اركان الجيش الاسرائيلي, ولعل اكثر التفاصيل اثارة هي كيف ان رئيس الاركان "دان حلوتس" حال دون تقديم وجهات نظر ضباطه الذين خالفوه الرأي للحكومة الاسرائيلية.

عملية سلاح البحرية في صور

هذا الباب يعرض بالتفصيل لما يعتبره الجيش الاسرائيلي اكثر العمليات شجاعة والتي تجلى فيها اقدام جنود البحرية الاسرائيلية على تنفيذ هجوم مباغت على مدينة صور لكن الهجوم لم تكن الا "قصة نصر لم يتحقق".

مصالح مشتركة

هذا الباب يشير تصريحا وتلميحا الى ان بعض المقرربين من رئيس الوزراء اللبناني "فؤاد السنيورة" شجعوا "اسرائيل" على مواصلة الهجوم على حزب الله.

الكتاب شهادة حية على الحرب الاسرائيلية على لبنان جاءت على لسان "رواد لا يكذبون اهلهم" تستحق منا نحن العرب الالتفات اليها بعين المنصف لا بعين القدح او المدح.

1 comment:

Anonymous said...

الله محيي حزب الله